.. السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاتهـ ..
[المَاضِيـ يُعِيدُ نَفْسَهُـ .. ]
اهلا و سهلا بالجميع .. هذه اول مرة احمل فيه قلمي
كي اكتب قصة لعلني كتبت قبلها لكن لم اجرأ يوما ان اعرضها على احد
فقد كنت دائما احب ان اخبأ واحتفظ فيها لنفسي
اليوم استطعت ان افتح هذا السجن .. لكي تكون هذه اول اسيرة تحرر
وصراحة الفضل يعود كله الى : كايتو قيرل و ويهاد
فلطالما احببت ان اقرأ قصصهم لتميزهم في الكتابة ولطالما احببت ان اتقن الكتابة
ولعلني اليوم لم اتقنها جيدا او ربما اكون في اول خطواتي
لكن باذن الله سوف تكون جيدة في نظركم والقادم افضل ان شاء الله
..
كما احب اهدي هذه القصة ايضا للحبوبة بلوشر فقصتها التي كتبتها
كان لها الفضل في ان تحرك في نفسي الكثير من المشاعر
وفتحت على عيناي ما كنت اجهله ..
ولربما انني اقتبست فكرة الصراخ ^_^ من قصتها
ملاحظة : تركت التعريف بالشخصيات الى الاخير كشئ من التغير كما انو
لو ذكرتها في البداية ... راح تعرفون كل شئ ههه ^.^
..
على العموم ما اريد ان اطيل عليكم .. لكن ارجوا ان تكملوا القصة الى الاخير
حتى اسمع ارائكم فسوف احتاج لها كثيرا في قصتي القادمة
..
في احد ايام الشتاء الباردة
بعد ان كانت حبات الثلج البيضاء الناعمة تلامس الارض
والغيوم الداكنة تكاد تحجب القمر و الرياح تتخبط بين جدران البيوت
والظلمة العاتمة توشك ان تجعل المكان في عزلة تامة عن النور .
وتحت اضواء احدى اعمدة الكهرباء بعد ان كاد مصباحه ان ينطفئ ..
كانت طفلة تقارب سن 15 تصارع الرياح القوية متشبثتا في العمود
وهي تحاول تدفئة نفسها والدموع تنزل على خديها الحمراوتين
لقد كانت في اسوء احوالها وكانها تحتضر متمسكتا بخيط الحياة غير راغبة في تركه
لكن التعب الشديد انقض عليها كفريسة سهلت
فاغمي عليها وبقية طريحة على الارض فقادت للوعي .
وفي الصباح بعد ان شق ضوء الشمس الساطع الغيوم الداكنة ,
و عطر نسيم الزهور الجو
وبدا الناس يخرجون من منازلهم وكل واحد قاصد مشغله
اذا بهم يمرون على الفتاة المسكينة مذعورين لمنظرها
فقد كانت الجروح تملأ جسمها والغبار يغطي وجهها
وشعرها الاسود الطويل متدلي على عينها فقد جعلها هذا اشبه بجثة هامد في قبرها
ولم يتجرأ احد الاقتراب منها والكل يرمي بنظراته نحوها مستغربين لحالها ,
إلا ان عجوزة اخذ الدهر منها حياتها وتكاد ان تكون على حافة مماتها
اقتربت من الفتاة و هي تحاول رفعها على اكتافها رغم عدمان قوتها
الا انها استطاعت حملها ولحسن حظها ان بيتها كان قريب ,
وضعت العجوز الفتاة على السرير وازاحت الغبار عن وجهها الجميل و ادفأتها بالغطاء
ثم شرعت في تحضير كمادات لتعالج جروح الفتاة
وفي ما هي تغلي الماء الساخن استيقضت الفتاة محاولة فتح عينيها بصعوبة
لتجد نفسها في بيت قديم محاطة بجدران متآكلة ,
فتدير وجهها مستغربة من هذا المكان لتجد المراءة العجوز ذات التجاعيد الكثيرة
والذي لا يكاد ان يظهر من وجهها الا عينيها الصغيرتين افزع هذا المنظر الفتاة
فصرخت باعلى صوتها معبرة عن خوفها
الا ان العجوز لم تحرك ساكنا وبقيت تسخن في الماء وبكل هدوء
لكن هذا السكون لم يسعد الفتاة فقد احست بالعزلة والخوف يسيطر عليها ,
لم يلبث من الوقت الا ثواني حتى تنهض العجوز من مكانها
وتقترب من الفتاة حاملة في يديها كمادات لكي تعالج جروحها..
بعث هذا المنظرشئ من الطمأنينة في نفسها بعد ان كانت شبه منعدمة ..
..
.. تمر الساعات حتى تعود الفتاة الى نومها
ويتخلل وجهها البريئ ابتسامة مخفيتا وراءها ألمًا وحزنا شديد
الا ان هذه الابتسامة لم تدم على وجهها طويلا ,
بدأت الفتاة تتعرق واصبحت شاحبة اللون فقد كانت تسمع في داخلها صراخ صاخب
افاقها من نومها مذعورة لما كانت تسمعه ولكنها وجدت نفسها في ظلمة قاتمة ,
نظرت من حولها وكأنها تحاول ان تجد مخرجا لنفسها حتى ترى نورا ينبعث من النافذة ,
و بقيت تحدق به والهدوء مخيم على المكان ,
لكن !! .. يقطع هذا السكون ذلك الصراخ من جديد و بقي يتردد على مسمعها
حتى اغلقت الفتاة اذنيها بيديها وهي تحاول ان تبعد هذا الرعب عن قلبها
لكن الصراخ لم يفرقها مما جعل الفتاة تنظر مرة ثانية الا تلك النافذة
ظانت ان الرعب سوف يزول لمجرد رؤيتها لشجرة الكرز
الا انها تصدم فقد شاهدت إمراة تغرس سكينا في صدر فتاة صغيرة
ويتكرر المشهد و المراءة لا تتوقف بغرس ذلك الخنجر ..
ولم تتحمل الفتاة ذلك المنظر فهربت وهي غير واعية لما تفعله
حتى توقفها العجوزة وهي تحاول ان تهدأها
لكنها لم تستطع تتوقف عن البكاء لذعرها الشديد ,
فارتمت في حظنها وهي متسمكة بها اشد التمسك .
..
يمر اليوم بعد ان نامت الفتاة بكل صعوبة
وياتي الصباح من جديد وعبير النسيم يعطر المكان
وفي هذا الهدوء الرائع تسمع العجوز طرق قوي على الباب وهو يكاد ان يخلعه
فتسرع لفتحه لتجد رجل ضخم ذات وجه عبوس اصلع الرأس تعتليه قبعة سوداء
وقد كانت ملامح وجهه مخيفتا فلم تتفوه العجوز بكلمة
فدخل الرجل وهو غاضب بعد ان دفع الباب بكل قوة
واتجه مباشرة الى سرير الفتاة ليجرها من يديها
لكن المراة العجوز لم تلبث في مكانها فحاولة ان تعترض طريقه
وتدافع عن الفتاة الا انه كان اقوى منها فدفعها واسقطها ارضا
بقيت الفتاة تبكي غير راغبة في الذهاب معه
و قد كانت تحاول ان تهرب من يدي هذا الرجل الضخم ,
لكنه القى بها في سيارة خاصة بالمستشفى !!..
يذهب الرجل بالسيارة حتى يصل الى مبنى كبير الحجم و قد كان
مستشفى خاص بالمجانين هنا يتوقف الرجل لينادي احد الممرضين
كي يساعداه في نقل الفتاة الى الداخل , و قد كانت في حالة لا يرثى لها
فقد اصفر وجهها من الرعب لعدم تحملها للوضع ..
..
يمسكها احد الممرضين من يدها ليحقنها بحقنة مهدأة فتغط البنت في نوم عميق .
وفي الليل وعلى الساعة 12 بالضبط تسيقظ الفتاة لتجد نفسها في غرفة
اشبه بالسجن خالية تملأها ظلمة الليل ,
بقيت الفتاة جالسة على السرير بدون حراك والخوف يسيطر على افكارها ..
تسمع البنت صوت ضئيل ينبعث من زاوية الغرفة ,
فتدير الفتاة وجهها لتجد بنت في مقتبل العمربرداء ابيض اللون
وقد كانت نفسها الفتاة التي كان يغرس في ظهرها ذلك الخنجر..
و اول كلمة نطقت بها هو [سوزي]
لقد كان اسم الفتاة السجينة في هذه الغرفة
لم تفزع سوزي هذه المرة فقد اقتربت من البنت بخطوات صغيرة
وهي تمد يدها ومحاولة ان تعانقها , وكانها تعرفها منذ زمن طويل
لكن البنت تبعد عنها و تقف امام باب الغرفة قائلة
"سوزي انا اختك لقد اشتقت اليكي كثيرا ..
تعالي لنذهب معا سوف تجديني عند شجرة الكرز هناك سوف انتظركي "
ولم تنتهي البنت من الكلام حتى تختفي صورتها عن الوجود
بقيت الفتاة سوزي محتارة لما سوف تفعله
لكن رؤيتها لهذا المنظر بعث في نفسها املا كبيرا ..
..
تعود الى النوم حتى ياتي الصباح و تاتي فترة خروج المرضى
الى الساحة كم هو وارد في التوقيت ..
تخرج سوزي من الغرفة مع احدى الممرضات الى ساحة المستشفى
وقد كانت الساحة في غاية الجمال فالاشجار في كل مكان والازهار تحيط بها
والاجمل من هذا هو شجرالكرز الكبيرة التي كانت في الوسط ,
تقترب سوزي منها و تضع يدها على جذعها وهي تلتمس اورقها
وبقيت تنتظر وقت حظور اختها الا انها لم تظهربعد ,
فاسندت ظهرها على الجذع وجلست ويمر الوقت حتى تدق الساعة معلنتا على 12
وقد كان وقت الرجوع الى الغرفة تنهض سوزي من مكانها والخيبة على وجهها
لكن لم تلبث ثواني حتى تشعر بيدين تنقضان عليها
فتدير وجهها لتجد احدى المريضات تحاول خنقها وهي تغرس اظافرها في عروقها
, ظهرت ابتسامة على وجه سوزي فقد كانت اختها وراء هذه المراة
وهي تمد لها يدها و تناديها الى الذهاب معها ..
في هذه اللحظة تموت سوزي وهي تودع هذا العالم بفرحة بعد
ان لبت طلب اختها التي كانت تدعوها الى الموت ..
لقد كان موتها مشابها لموت اختها فقد ماتت بغدرو بطعنة من زوجة ابيها
امام شجرة الكرز التي لطالما كانت المفضلة ليدهما
وهاهو الماضي يعيد نفسه لتموت سوزي على نفس المشهد
وامام شجرز الكرز ايضا وبغدر من مراة مجنونة اصيبت بالجنون
فدفعها القدر لكي تكون سببا في قتل سوزي ..
وان اختلفت الوسيلة الا ان الموت واحد ..
.
.
.
هذه كانت قصة سوزي الفتاة الي فقدت ذاكرتها
بعد ان القتها زوجة ابيها في المستشفى وقتلت اختها
لكنها تهرب من هذا القفص لتعود الى المستشفى ثانية فتلاقي حدفها ..
وعلى نفس الخطوات التي ماتت بها شقيقتها
وهاهي تهرب سوزي مرة ثانية .. لكن هذه المرة تهرب من الحياة !!
..
THE END
.. وعليكمـ السلام ورحمة الله وبركاته ..
_________________مع تحياتي ابراهيم توباك